التكرار المأساوي

كل شيء في حياة الناس يتكرر وهذا عادي وليس بمشكلة وهو يعتبر طبيعي في مجتمعاتنا العربية ولكن المصيبة العظمى هو في بروزه وتعاظم شيطانيته علي.
لا أتوقع منك تصديقي عندما تعلم بأني باق على نفس كل شيء في طرق عدة منذ عشرات السنين إن لم تكن آلاف السنين ، هذا مرده وسببه هو الضحالة والاضمحلال في كل من يسيرون بجانبي كل يوم من فوق شارع المدينة . هذا سببه أن الكبار والصغار يمتلكون الفكرة كلها ولكن هي نفسها التي عملها أحد الخواجات الأمريكان عند وصوله لهنا قبل 67 سنة ،( الأفكار ، الطرق ،النظرات، التعاملات ،التغيرات ،المفاجآت المنضبطة ،التكتلات ، التمحصات ،المفردات ، التفاهات ، التطورات ، التقابلات ، الانقسامات ، الروائعيات ، التجمهرات  والحياة بأشكالها المتداخلة التي لا تتبين لي وهذا بسبب أن كل المفردات السابقة الذكر قبلا هي في ركود وخواء وهباء وسأعتبر الان مبدئيا أنه لم يأتني بالاكتئاب والتضخم الانفعالي عندي بنسبة 94% إلا هي (في وقت سابق يقل عن سنة).
ابتداءا من قولي الأفكار الطرق… فإنك يجب أن تعلم أن حياتي خرافة خربة عندما تستوجب علي نتيجة هي نفسها المعمولة منذ مئات السنين، أكره الخراء الخراب اللعين الذي يستمر لكل يوم وكل ساعة وكل لحظة وفي كل بشري ينتزع الجنسية السعودية بالذات فهم سبب خرابي واختناقي منذ ولادتي المشؤومة التي كانت وبالا علي وعلى من حولي ، لتوي الان اكتشفت بعد كتابة الأسطر الأخيرة أن سبب الكره الشديد لمن حولي لي هو أنني لا أستطيع منع نفسي من حتمية عدم حبي للتكرار الفاقع للمرارة ، أتذكر كل أنحاء طفولتي اللعينة لأتذكر أمرا حقيقيا وهو أنني كنت لا أتمكن أن أكون نتيجة ما حولي والثاني هو أنها بكل أفعالها ونظرتها وطريقتها كانت تشذ عن التكرار وتلك المأساة لكل من حولي لدرجة أعيت كل من ظنوا أنهم يربوني فقد كنت نموذجا مختلفا عن أي شيء سيء وعن أي شيء جيد ، ما صادفت التكرار المميت يوما إلا وقابلته بالشتيمة الباذخة.
كان العديد ممن اعتقدوا أنهم مربين واحتكوا بي تنتهي حالتي وحالتهم معي إما بالحقد أو بالكره والكراهية الشرهة المغدقة من الطرفين.
لنفسي سأقول وأبقى لأقول أنني أكره كل السيئات وكل ما يجلب السيئات وأكره الظلام وأحب الإشراق والشروق الذي عادته الكسوف أو الغروب المميت ، ولكن ما دمت في الحياة فإني سأحب استغلال كل قطرة من الحياة برشفة لامعة لطيفة منعشة، وسأبقى في هذه الدناءة الحياتية أكره الظلام الذي ينعش العداوات وأكره التكرار الذي نهايته القتل وسأكره الفقر في الإبداع وسأحب أن أحياء بسعادة لا يشترط بها كل الكمال كل الوقت .
إنها لمأساة خانقة عند تذكري زمن طفولتي الذي بدوره يردني لزمن طلوعي ومستقبلي الغادر بحقيقته المتشكلة بدون زواياه وفصوله المتحققة مبدئيا ، التكرار يردنا للركود الخاثر الذي يعطينا الموت على قطرات جرعات متسابقة ليلة بعد ليلة و لحظة كل لحظة انعدام حس إنسان.
لأبقى إنسان فإني سأرغب بالتجدد والتحدث ولن أبقى بهيكل مفرغ وضعته عوالق الزمان من بقايا سذاجات تافهين ما صنعوا أنفسهم ليصنعونني .
التكتم والتقتم أمران باقيان في كل أماكني وأماكننا وفي وسط مداخل مواقعنا و أمكنتنا الكثيرة الأولى تلو الأخرى حتى تصل إلى أقصى أقصاها وكذلك دواليك هنا وهنياك ولكن لم ؟ وما الداعي ؟ هل من إنسان سيحب كونه جمادا أو شيطان بدون أن يحصل على إحساس أو سبب له واحد؟
أنتهي وأنا أقول: ليتني لست أنا ،والأمنية هذه هي بالأساس وبالأحرى كونها حقا تقول: ليت من حولي ليسوا هم من حولي منذ ذلك الوقت البعيد اللعين الكئيب الميت الذي لن يصحوا لداخل إنسان وهم أحياء.


رأي واحد حول “التكرار المأساوي

  1. ما كنت أرغب كثيرا بقوله هو مالذي نفعله ؟
    ولماذا نفعله ؟ ماهو الشيء الذي نعمله ؟
    ما هو الداعي لذلك لنعمله؟ لم نتخلى عن كوننا بشرا وأناسا إلى أشكال أخرى من الأشياء والوجود ؟
    وكيف نحيا وكل تلك الطرق تكون متاحة أمامنا لنحيا كما هي الأفضلية لقدرية الحياة!!

    إعجاب

أضف تعليق