من يستحق الحظ؟

يخبرني بعض الأشخاص من حولي كم أنا محظوظ!، ذلك لظنهم أني أحصل على الكثير مقابل القليل من الجهد،أو الفوز الكامل عند اقتراب النهاية بعد عمل غير جاد.

يعتقدون أن ذلك غير عادل وأنه لا بد من الحظ كي يلعب لعبته في تغيير الأحداث.

ولكنني لا أؤمن بالحظ، وبالأصح لا أؤمن بنفس الحظ الذي يؤمنون به.

إن الأحداث وإن كان شكلها أحيانا يمضي على شكل مصادفة ولكنها مصادفة الحلقة الممكنة، الدائرة المهيئة لكل شيء من ذلك القبيل المتشابه

لنفترض أن لكل شخص في هذه الحياة سفينة افتراضية هو قائدها،

مالذي سيحمله في هذه السفينة من زاد ومتاع، وأدوات واحتياطات وقوى بشرية وأشياء أخرى مساعدة…

كيف سيدير الدفة في وسط البحر، كيف سيؤثر في شخصيات الركاب أو أعضاء السفينة

أين سيذهب ولأين سيصل طبقا لاحتياجاته وحالته الراهنة؟!

وأي عالم سيجده عند رسو هذا المركب في الموطئ الأخير!

pexels-photo-262438.jpeg

إن الربان “الكابتن” ليس وحده البوصلة، هناك أحداث ومتغيرات في العديد من المناطق والنطاقات يجب عليه الحذر منها والتعامل معها بشكل سليم كي ينجوا وتصل السفينة.

باتخاذك قرار الإبحار فأنت تعرض نفسك للمسؤولية ويتوجب عليك إدراك المخاطر في شتى الأمور المحيطة وشيء من البعيدة

فكما أن البحر به مشاكل فالبر كذلك لديه أنموذجه، لذلك فمن الأجدى بك لتنجو أن تكتسب القابلية للتأقلم والرد والاحتياط والعلاقات والمكتسبات القديمة.

لا تجعل نفسك جديدا في المنطقة التي أنت بها بل كن عميقا ولديك المهارات والمعلومات الأساسية اللازمة + الإضافيات.

لكن ما مكان الحظ من ذلك كله؟

أظن أن الحظ هو ذلك النسيم المائل الذي يدفعك برقة على الماء في وسط البحر.

ولكن كيفية حدوث ذلك لن تتم ما دمت لم تبذل الأسباب وتبحر، لن تقودك الريح إلى مرسى ما دمت لم تهيء الأشرعة.

الحظ ليس شيئا بذاته، ليس قياما بذاته، إنما هو من تقسيمات الطبيعة ومن تفاصيل الأعمال السريعة، هو مغناطيس بطريقة عملية بتسوية إبداعية لاتقليدية.

أرجح أن الحظ هو نتاج المهارة السريعة الجيدة المتقنة من الداخل مع خلطة من الصفات والعوارض في البيئة.

لا يجدر بأي شخص النظر إلى الحظ وكأنه عامل مؤثر من البداية المحضة، وأغلب من يتحدثون عن الحظ بصفته ذلك المؤثر الكبير هم أولئك الذين يكتبون الأمور أو ينشرونها لجلب الانتباه الجماهيري والقصص الخرافية أو لجعل العوام يكونون أكثر بساطة مقابل حياتهم مما يجعلها بلا معنى مرسوم، بل سلسلة من التبعية وانتظار الأمور أن تتغير.

ولكنها في الواقع لن تتغير بكل بساطة دون توصيل، إلا إن كانت للجانب السلبي،

فمن ينتظر من حياته أو طريقته بالحظ فذلك يعني أنه سيتقبل الأمر ولو كان سيئا باعتباره المعهود أو الأصل، وينتشر الخمول في عقله إلى أن يموت قبل أن يتوفى.!!

تحكم في سفينتك وأصلح أشرعتك وتعهد أمورك قبل أن يتغير أي شيء ولا تجعل الحظ ركيزة ولا تدع له مجال لانتظارك بل استحوذ عليه قبل أن يدرك ذلك.

الدنيا من وجهة نظري لا تمضي حسب الأحقية والمكانة والملكية المتعادلة.

بل تمضي بالمغالبة وبالجهد في استمرار القوة والتطور لصالحك، لن يحاول الاخرين منحك الأفضلية والفرص.

بل أنت بصفتك ربان السفينة تصنع الفرصة وتستغلها ثم تترك الآخرين بداخلها وتمضي لما بعدها أو إلى شيء مختلف.. وهكذا

ثم أنك بعد أن تصل و تمتلك ساحتك ورقعتك اصنع بعض الفقاعات كي يظن الآخرين أن هناك قصة تروى لدى محظوظ في الجانب الآخر! 😅 “أعلم أنها سخافة ولكنها تنجح في ظل غياب العقل عند المستهلكين لها”

بلا مناسبة لا أنصح بمشاهدة المسلسل المجنون ” Dirk Gently’s – وكالة ديرك جينتلي للتحقيقات الشمولية”

تتمحور قصته بالكامل حول فكرة أن كل شيء متصل ولو لم يكن هناك شكل ظاهر له، ثم في الموسم الثاني يأخذك في فنتازيا متقلبة، بصراحة لا أدري لماذا أكتب هذه التوصية ولكن ربما لها علاقة بعيدة بمحتوى ما كتبته في الأعلى، أو أنني فكرت في كتابة هذه التدوينة في ذلك الزمن الذي كنت اشاهده فيه، لماذا لا أريد مسح هذه السخافة؟ 😥


رأي واحد حول “من يستحق الحظ؟

أضف تعليق