تعدد الصناعات.

سبحان من شغل كل شخص بفن لتنام العيون في الدنيا فأما العلوم فحبب إلى هذا القرآن ، وإلى هذا الحديث، إذ لولا ذلك ما حفظت العلوم وألهم هذا المتعيش أن يكون خبازا وهذا أن يكون هراسا ، وهذا أن ينقل الشوك من الصحراء ، وهذا أن ينقي البثار ليلتئم أمر الخلق.  ولو ألهم أكثر الناس أن يكونوا خبازين مثلا،  بات الخبز وهلك،  أو هراسين جفت الهرايس.  بل يلهم هذا بقدر لينتظم أمر الدويا وأمر الاخرة ويندر من الخلق من يلهمه الكمال وطلب الأفضل،  والجمع بين العلوم والاعمال ومعاملات القلوب،  وتتفاوت أرباب هذه الحال.  فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار. نسأله العفو إن لم يقع الرضى والسلامة إن لم نصلح للمعاملة.

مقتبس من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي.


أضف تعليق