مقدمة المحلّى في أحاديث الخراب المجلّى

تناثر وانتشر في هذه الأيام أحاديث وأخبار وعليها أضعاف آثار أتت من كل مجرى سحيق ومن كل ذي سمع شفيق، فلا غرو أن تناهى بُعْدُنا بما فيه أنسنا واكتفينا بما هو يسحبنا لما قد قضى مما جرى وانقضى واستقر في ما رأي كل من رأى!!. 

ولكن مالمهم؟، هل اعتقادات الضعفاء تهمنا؟! 

هل مرابعهم تخصنا؟ فليسبحوا في الطين ويعيدوا صنع العجين بلكلك من طحين!!

ماذا عن نقطة التعدين؟ وإبداع المبتدعين؟ 

لا إنكار على أن أكثر الفشلة قد هرسوه هرسا وهشموه حطاما، وتركوه يتلطخ بالأسى والكآبة، وقليل من ينجو. 

فلمن كل هذا؟ لغير المحل الراقص، هل لأفعال المخربين معنى؟ 

أحيانا هناك معنى، أما المخرفين فهم في غيهم يعمهون وفي غياياتهم يتمايلون. 

ومن أين استقى الفشلة أغراضهم من غير الأحاديث المصنوعة والتي كيّسَها دينار الوالي العبيط. 

من أين يمكن للوالي بكل شيء لولم يكن الشيخ الأعمى عن يساره والأعور الدجال عن يمينه؟ 

وقد عانت الأمة أكثر ما عانت من نفسها وداخلها، الحروب تهون والقتال يهون فالعرب لهم في الحرب تهور ومنازل، أما في العلم الماحي أخذوه عن دجال يقال بأنه قاضي عن أب قاضِ!! ،لأجل ذلك حفظ هو ومريديه جملة المكاتيب الموضوعة والمرفوعة، ودنسوا أحاديث العقل والمنطق والإحسان بقصد أو بغير قصد، ومن قصد فكأنما أكثرهم كان له طمع في أعطية البلاط، بغية التشريف وثناء السلطان!!. 

فمن أعطى ليس كمن أخذ، ومالت بأغصان المنازل ميلة شنعاء للغد والأمس البعيد، سطرها أكثر من سلطها شيوخ السلاطين. 

وبعدت بنا بعد ذلك المسافة بين المراد والمنحى، المجرى والمرسى، ولا مجيب إلا الصانع المخترع الأبعد. 

وجاء بعدها طيف من السخفاء تحتهم سخفاء فألفوا التآليف تعامت عنها القلوب وبادرت بها العيون بالإذعان دون رؤى أو حسن إدراك ومرور. 

فالأولى هو الدراسة والفحص، أما الحفظ فهو مسلك الجهلاء إلا قليلا. 

أن تمتلك أداة العقل وتدرك المضامين وتتبارى مع كل ذاك النقل بالفحص لأمر غاية في الأدب والسمو. 

فمن بين الأحاديث تجد أحاديثا بمئات الالاف هي المقدسة وينسبونها للرسول مع نسفه لها بهم كما جاؤوا به. 

ولكن المباراة السخيفة تتمارى وتعلوا وتتسامى ولا تنجلي فضائحها عمدا، فالإنسان الحمار لا يترك البقية إلا حمير مثله!!. 

لذلك وجب التنبيه والتحذير وإعادة النظر والتنظير وفحص كل مقدار ومنديل بمقاس حرير يقطع الفيل الجليل، فلا معنى من وجود أحاديث ينسبونها للرسول وهم اخترعوها فتلك أحاديث لم تعط تنطلي إلا على البسطاء والعوام ممن أقصى همهم مبيت في فراش. 

والحديث هو جملة تصنيف الأخبار، فالأخبار منزلة أي شيء فيها حديث حادث نقله محدث صادق كان أو كاذب!!. 

ومن تراث الحديث ما نسب للرسول الكريم وأغلبه مكذوب مغلوط يحث على اضداد الفضائل ويدنس الإنسان والمآذن، ويرد السوء إلى أسوء، ومن هنا يجب أن نتوقف ونعلن الحرب على إرهاب الحديث والمجال العليل للجليس الزميل. 

فقد تمادى الفساد وحل البلاء بالعباد والبلاد من داخل الفكر والمنطلق، فالاحتلال كان قرشي ولم يكن يهودي ولا مغولي ولا إنجليزي. 

من صنع الفساد هو المقتول بالحديد والنار!! ،ولن نعترف بأي حديث منسوب فكل الأحاديث باطلة فاشلة إلا ما صح منها وعلى. 

فإن النظر للحديث من جهة الإسناد والسمع والنقل لهو ضلال مبين وقد كان من قديم هو الفشل العظيم. 

أما ناحية الموضوع فهو أسلم وأشمل وفيه قوة ومنعة ويشمل قمة في الفضل والسلام والصناعة المتينة ولو كان في كذب مبين، إلا أن الموضوع إن تم له الصلاح والإصلاح فقد فاز وطار. 

ونسأل التوفيق في قادم الأيام في هذا التصنيف والشأن عل الاعناق تبتل بالشرف الرفيع وعلو الشأن المنيع ولنا لقاء قريب بإكمال في سلاسل تصانيف مطولة ومن منوعات العامي المنتشر وذلك عمل نرجو منه وأد الجهل وتبصير الأمة بشأن العلل مما انقضى وجرى واستطلب من أجله قوانين وأحكام مخصوصة للبدء من جديد بالعمل الصريح السديد. 

ملحوظة هذه المقدمة موجودة كنص أصلي في المدونة من عدة أشهر، وحان وقت نشرها الان والسلام


أضف تعليق